عملية زراعة صمام بولي

يواجه معظم الرجال بعد خضوعهم لاستئصال البروستاتا مشكلة سلس البول الشديد، وعلاج تلك الحالة يتطلب الخضوع إلى عملية زراعة صمام بولي، لتنظيم حركة البول ووقاية المريض من التعرض للمواقف المحرجة أو الشعور بعدم الراحة.

نسلط الضوء في هذا المقال على فكرة عملية زراعة صمام البولي وخطواتها، وما يمكن توقعه بعد الخضوع لها.

لماذا يلجأ الأطباء إلى عملية زراعة صمام بولي؟

تقوم فكرة عملية زراعة صمام بولي على تنظيم حركة البول من المثانة إلى الخارج إذا حدث خلل في عملية التبول الطبيعية.

ولكي نفهم سبب لجوء الأطباء إلى تلك العملية، يجب معرفة كيفية خروج البول في الحالات الطبيعية أولًا، ويمكن تلخيص تلك الآلية في هذه النقاط:

• يحتوي الجسم على نوعين من الصمامات البولية، أحدهما يقع في بداية عنق المثانة، والآخر في منتصف مجرى البول -ما يسمى بالإحليل-.
• الصمام الداخلي الذي يقع في بداية عنق المثانة -ويسمى أيضًا بالعضلة العاصرة الداخلية- يعمل لا إراديًا على إغلاق المثانة ومنع خروج البول منها.
• الصمام الخارجي الذي يقع في منتصف مجرى البول، ويسمى بالعضلة العاصرة الخارجية، ويخضع للتحكم الإرادي للبول.

وعند حدوث خلل في تلك العملية، يلجأ الأطباء إلى عملية زراعة صمام بولي ليؤدي وظيفة الصمام الذي حدث له الخلل أو التلف.

من هم المرشحون إلى عملية زراعة صمام بولي؟

يخضع إلى عملية زراعة صمام بولي الحالات الآتية:

• الخاضعون لعملية استئصال البروستاتا.
• مصابو سرطان البروستاتا بعد خضوعهم للعلاج الإشعاعي.
• أصحاب الأمراض العصبية المؤثرة في الصمامات البولية الطبيعية، مثل أمراض النخاع الشوكي.
• بعد التعرض لإصابة مباشرة أو حادث في منطقة الحوض أدت إلى تلف الإحليل أو الصمامات الطبيعية.

مكونات الصمام البولي الصناعي

يتكون الصمام البولي الصناعي من ثلاثة أجزاء رئيسية:

• الكفة، وهي الجزء المسؤول عن غلق مجرى البول ومنع التسريب.
• المضخة، وهي الجزء الذي يتحكم به المريض عند التبول، إذ يضغط عليه ليرسل ما يشبه الإشارة إلى الكفة استعدادًا للتبول.
• الخزان، ويوضع بين عضلات البطن السفلية مملوءً بسائل ينتقل بين أجزاء الصمام كي ينظم إحكام غلق مجرى البول وفتحه.

آلية عمل الصمام البولي

يعمل الصمام البولي بواسطة الضغط على المضخة المزروعة في كيس الصفن، كي تستعد الكفة للفتح والسماح للبول بالانتقال من الإحليل إلى الخارج، ثم يستعيد المريض قدرته على التبول بإرادته؛ ووجب التنويه إلى أن الجهاز لا يعمل فور تركيبه، إذ يبدأ استعماله بعد التئام الجرح.

هل خطوات عملية زراعة صمام بولي معقدة؟

تُعد عملية زراعة صمام بولي من العمليات الدقيقة التي تتطلب مهارات وخبرة من الطبيب الذي يُجريها، ولكنها بصورة عامة آمنة على المرضى، وتنطوي خطواتها على ما يلي:

1. يخضع المريض أولًا إلى التخدير -سواء نصفي أو كلي-، ويختار الطبيب نوع التخدير الملائم لحالة المريض الصحية بناءً على الفحوصات الطبية التي تسبق الجراحة.
2. يجري الطبيب شقًا صغيرًا في منطقة العجان -الفاصلة بين الخصيتين وفتحة الشرج- أو في المنطقة الأربية، ويختار الجراح موضع الشق بناءً على حالة المريض الصحية، وهل خضع لجراحات سابقة في تلك المنطقة أم لا.
3. يكشف الجراح مجرى البول لوضع الكفة.
4. توضع المضخة في كيس الصفن للتسهيل على المريض الوصول إليه ثم تركيبها.
5. يزرع الجراح الخزان بين عضلات البطن السفلية.
6. ربط الثلاثة أجزاء ببعضهم البعض بواسطة أنابيب مرنة والتأكد من عدم وجود تسريب.
7. إغلاق الجرح ووضع قسطرة بولية مؤقتة تُزال بعد يومين أو ثلاثة.

مدة الشفاء من عملية زراعة صمام بولي

تختلف مدة الشفاء من عملية زراعة صمام بولي من مريض لآخر، ولكن يعود معظم المرضى إلى الأنشطة اليومية بعد يوم من العملية، مثل المشي والعناية بالنفس؛ ولكن العودة إلى المجهود أو رفع الأشياء الثقيلة أو حمل الأطفال يستغرق بضعة أسابيع، كما أن التئام الجرح وبدء عمل الجهاز يستغرق 6 أسابيع تقريبًا.

انتبه إلى العوامل المؤثرة في مدة الشفاء

تعتمد مدة الشفاء من عملية زراعة صمام بولي على سبب الخضوع لها، فمثلًا:

• المريض الذي خضع إلى العلاج الإشعاعي يتأخر شفاؤه التام من العملية عن مريض آخر لم يخضع له.
• خضوع المريض لجراحات سابقة في نفس المنطقة مثل استئصال البروستاتا يؤخر الشفاء من العملية.
• عمر المريض وحالته الصحية يؤثران في قدرة الجسم على التئام الجروح، ولذلك نجد أن مرض السكري يؤخر الشفاء من العملية.

ما يمكن توقعه من عملية زراعة صمام بولي

أول ما يلاحظه المريض بعد تفعيل الجهاز أن مشكلة سلس البول تختفي، وقدرته على التحكم في البول تتحسن بنسبة 90%، ما يؤثر في قدرته على أداء الأنشطة اليومية بكفاءة أعلى مثل المشي والحركة، ولكن يسبق ذلك كدمات بسيطة حول جرح العملية تستغرق عادةً من أسبوع إلى 3 أسابيع، يحتاج فيهم المريض إلى الراحة التامة.

هكذا تنجح عملية زراعة صمام بولي في علاج سلس البول

كي يحصل المريض على أفضل نتيجة بعد عملية زراعة صمام بولي، يجب عليه الانتباه لما يلي:

• اختيار الجراح المتخصص

تتطلب عملية زراعة صمام بولي دقة ومهارة عاليتين، لذلك فاختيار الطبيب من أهم العوامل المؤثرة في نجاح العملية وتجنب مضاعفاتها.

• الالتزام بإرشادات الطبيب

كلما التزم المريض بالنصائح والتعليمات التي يأخذها من الطبيب في فترة النقاهة، زادت فرصته في تجنب مضاعفات ما بعد العملية، وقصرت فترة النقاهة بعدها.

• العناية بالجرح

يجب على المريض المحافظة على الجرح جافًا ونظيفًا لتفادي التورم والالتهابات الناتجين عن تعرض منطقة الجرح للرطوبة فترة طويلة، وكي يحظى الجرح ببيئة نظيفة يلتئم فيها بصورة سليمة دون أي مضاعفات.

• النوم بدون ضغط على الجرح

من المهم أن ينام المريض على الظهر مع رفع الساق قليلًا لتجنب الضغط على الجرح في منطقة العجان وكيس الصفن، وإذا كان النوم على الجانب أكثر راحة فلا بأس ولكن بشرط عدم الضغط على الجرح في الأسابيع الأولى من العملية

• اختيار ملابس مناسبة

من الأمور التي تساهم في التئام الجرح بصورة سليمة، ارتداء ملابس داخلية فضفاضة تسمح بتهوية الجرح ولا تسبب ضغطَا على كيس الصفن.

• الالتزام بالمتابعة مع الطبيب

يجب على المريض الالتزام بكافة الزيارات مع طبيبه المعالج كي يفحص الجرح دوريًا والتأكد من التئامه بصورة سليمة، بالإضافة إلى تفعيل الجهاز بواسطة الطبيب، لييشرح للمريض آلية عمل الجهاز وكيفية استخدامه.

أسئلة شائعة حول عملية زراعة الصمام البولي

نجيب في تلك الفقرة على أشهر الأسئلة التي تشغل بال المرضى الخاضعين إلى عملية زراعة صمام بولي حديثًا:

ما هو الصمام البولي الاصطناعي (AUS) وكيف يعمل؟

الصمام البولي الصناعي هو جهاز طبي يستخدم في علاج السلس البولي، ويتكون من 3 أجزاء رئيسية وهي الكفة والمضخة والخزان، وآلية عمله تعتمد على غلق مجرى البول بواسطة الكفة، وفتحه بواسطة الضغط على المضخة عند التبول.

من هو المريض المناسب لزراعة الصمام البولي الاصطناعي؟

تناسب عملية زراعة الصمام البولي الصناعي مرضى سلس البول الشديد والذين لديهم القدرة على الاعتناء بأنفسهم ويسهل لديهم التحكم في الصمام الصناعي بعد زرعه جراحيًا.

ما هي مخاطر فشل أو تلف الصمام البولي المزروع؟

يمكن أن يصاب المريض بالعدوى بعد زراعة الصمام الصناعي أو تحرك أحد الأجزاء من مكانها، لذلك يجب اختيار الجراح بعناية، كي تتفادى تلك المشكلات.

هل يؤثر الصمام البولي على القدرة على ممارسة العلاقة الحميمة أو على الانتصاب؟

لا يمنع الصمام البولي الجماع أو يؤثر في الانتصاب، لكن المريض يمتنع عن العلاقة الجنسية قرابة 6 أسابيع بعد الجراحة، ثم يتبع تعليمات الطبيب بخصوص الجماع بعد تلك المدة.

كم تستغرق عملية زراعة الصمام البولي ومتى يمكن تفعيله واستخدامه لأول مرة؟

تستغرق العملية من 3 إلى 4 ساعات، ويبدأ تفعيل الجهاز واستخدامه لأول مرة بعد التئام الجرح، أي بعد 6 أسابيع تقريبًا، ويحدث ذلك في زيارة المتابعة بعد العملية مع الطبيب المعالج، إذ يبدأ تشغيله على يد الطبيب، ثم يشرح للمريض كيفية استخدامه فيما بعد.

ختامًا،

رُغم أن الاعتياد على الصمام البولي يستغرق بعض الوقت، فلا يُقارن هذا التحدي بالعبء النفسي المصاحب لمشكلة سلس البول، إذ تمثل عملية زراعة صمام بولي طوق النجاة للمرضى وتساهم في استعادة ثقتهم بنفسهم وقدرتهم على تأدية مهامهم اليومية بصورة طبيعية مرةً أخرى.