عملية توسيع عنق المثانة

مواضيع ذات صلة

تدفق البول بسهولة دون عناء هو دليل على صحة الجهاز البولي، لذا في حال حدوث تضييق في عنق المثانة -المنطقة التي تربط المثانة بالإحليل- تتأثر عملية التبول بصورة كبيرة، ما ينتج عن ذلك الإلحاح في التبول وضعف التدفق أو حتى الاحتباس البولي.

ولحسن الحظ يوفر الطب حلولًا فعالة لهذه المشكلة، لعل أبرزها عملية توسيع عنق المثانة، وهو إجراء الهدف منه استعادة مرور البول بصورة طبيعية.

وعلى إثر ذلك سيقدم مقالنا هذا شرحًا تفصيليًا لهذه العملية بدءًا من أهم الأسباب التي تستدعي الخضوع لها، مرورًا  بكيفية الإجراء ختامًا بأهم التعليمات الواجب اتباعها بعد العملية، مع الحرص على إجابة أكثر الأسئلة الشائعة التي يبحث عنها المرضى في هذا الموضوع، فتابعونا.

أسباب تستدعي الخضوع لعملية توسيع عنق المثانة

يُطلق على التضييق في عنق المثانة اسم ضيق عنق المثانة، وهو يمثل حالة تتطلب تدخلًا جراحيًا عندما لا تنجح محاولات العلاج التحفظية، وتتضمن الأسباب الرئيسية التي تدفع الأطباء لإجراء عملية توسيع عنق المثانة ما يلي:

  • التضيق بعد جراحة البروستاتا، وهو السبب الأكثر شيوعًا، إذ يمكن أن يؤدي تكوُّن النسيج الندبي حول عنق المثانة كأثر جانبي لعمليات استئصال البروستاتا -التي تُجرى بسبب التضخم الحميد أو السرطان-  إلى إغلاق أو تضييق الممر.
  • تصلب عنق المثانة، وهي حالة تتسم بتصلب الأنسجة العضلية في تلك المنطقة، ما يمنعها من الانفتاح الكامل في أثناء التبول.
  • التضيق مجهول السبب، وهو الذي يحدث دون تاريخ مرضي واضح، وغالبًا ما يكون مرتبطًا بالتهابات مزمنة أو عيوب تشريحية أو وظيفية.
  • الاحتباس البولي المزمن، وذلك عندما يمنع التضيق المثانة من الإفراغ الكامل، ما يؤدي إلى احتباس البول وزيادة خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية المتكررة أو تضرر الكلى على المدى الطويل.

كيفية إجراء عملية توسيع عنق المثانة

يلجأ الأطباء إلى إجراء التدخل الجراحي لعلاج ضيق عنق المثانة من خلال عملية توسيع عنق المثانة بالمنظار، وهي التقنية الأساسية والأكثر تفضيلًا نظرًا لكونها طفيفة التوغل ولا تتطلب شقوقًا خارجية، وتستغرق العملية عادة من 30 إلى 60 دقيقة وتُجرى تحت تأثير التخدير العام على النحو الآتي:

  • يُدخل الطبيب منظارًا دقيقًا مزود بكاميرا وأدوات جراحية عبر مجرى البول (الإحليل) وصولًا إلى عنق المثانة، وباستخدام المنظار يتمكن الطبيب من رؤية حلقة العضلة المتضيقة بوضوح.
  • يستخدم الطبيب مشرطًا كهربائيًا دقيقًا أو ليزر لإجراء شقوق صغيرة وعميقة في حلقة العضلة الضيقة لعنق المثانة في مواضع محددة، وهذه الشقوق تعمل على فتح الحلقة وتوسيع الممر بصورة فورية.
  • يُزيل الطبيب أي ندبات أو صمامات موجودة تعيق تدفق البول، ثم يتأكد من تدفق البول بصورة طبيعية عبر المنظار قبل إنهاء العملية.
  •  يُركب الطبيب قسطرة المثانة البولية مؤقتًا لغسل المثانة من أي بقايا دموية وتسهيل خروج البول بصورة مستمرة في أثناء التعافي الأولي.

تقنيات أخرى في عملية توسيع عنق المثانة

بينما يظل توسيع عنق المثانة بالمنظار هو الإجراء الأقل توغلًا والأكثر شيوعًا، قد يلجأ بعض الأطباء إلى تقنيات أخرى، خاصة عندما يكون التضيق شديدًا أو متكررًا أو مرتبطًا بنسيج ندبي كثيف لا يمكن قطعه بسهولة، وذلك من خلال:

  • التوسيع باستخدام الموسعات (Dilation)

إذ يُدخل الطبيب مجموعة من الأدوات تدريجيًا عبر الإحليل إلى عنق المثانة، هذه الأدوات توسّع التضيق ميكانيكيًا، ويمكن ذلك باستخدام قسطرة المثانة البولية مزودة ببالون يُنفخ لتوسيع المنطقة.

ويتميز هذا الإجراء بكونه سريعًا وبسيطًا، لكنه يحمل نسبة أعلى من احتمالية عودة التضيق لأنه لا يزيل النسيج الندبي بل يمزقه أو يمده فقط.

  • الاستئصال الجراحي المفتوح

في حالات نادرة للغاية ومتقدمة قد يلجأ الطبيب إلى الجراحة المفتوحة، ويتضمن هذا الإجراء شقًا جراحيًا في أسفل البطن للوصول المباشر إلى عنق المثانة، وإزالة النسيج الندبي المتضيق بصورة كاملة وإعادة بناء الممر، مع العلم أن هذا الخيار هو الأكثر توغلًا ويتطلب وقتًا أطول للتعافي، ولكنه يوفر حلًا أكثر استدامة للتضييق المعقد.

تعتمد مفاضلة الطبيب بين عملية توسيع عنق المثانة بالمنظار والتقنيات الأخرى على شدة التندب وحجمه، وموقع عنق المثانة بالنسبة للأنسجة المحيطة.

أهم التعليمات الواجب اتباعها بعد عملية توسيع عنق المثانة

يعود معظم المرضى لمنازلهم في نفس يوم الإجراء أو اليوم التالي، ومن ثم تكون العناية بعد عملية توسيع عنق المثانة أمرًا بسيطًا من خلال ما يلي:

  • الالتزام بإبقاء قسطرة المثانة البولية ليوم أو يومين، وتجنب ثنيها أو فكها.
  • الالتزام بالراحة في المنزل وتجنب الأنشطة البدنية المجهدة ورفع الأشياء الثقيلة، وتجنب القيادة لمدة أسبوع إلى أسبوعين لتجنب النزيف.
  • شرب كميات كبيرة من السوائل وأهمها الماء، لمساعدة المثانة على طرد أي بقايا دموية وتقليل خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
  • الاهتمام بنظافة الجرح ومنع تلوثه وتجنب الرطوبة المفرطة في منطقة الجرح.
  • المتابعة الدورية مع الطبيب والالتزام بكافة التعليمات والأدوية التي يوصي بها، لمنع إعادة تشكيل النسيج الندبي وتجنب عودة التضيق.

أسئلة شائعة

في نطاق حديثنا عن عملية توسيع عنق المثانة، وجدنا بعض الأسئلة التي يبحث عنها الكثير من المرضى وذويهم بشأن هذا الموضوع، سوف نجيب عنها من خلال سطورنا القادمة، وتشمل الأسئلة ما يلي:

ما هي عملية توسيع عنق المثانة وفي أي حالات طبية يتم اللجوء إليها؟

عملية توسيع عنق المثانة هي إجراء جراحي يهدف إلى زيادة قطر الفتحة الداخلية لعنق المثانة، والتي تكون قد تعرضت للتضيق أو التندب، ويُلجأ إلى هذا الإجراء بشكل أساسي لعلاج ضيق عنق المثانة الذي قد ينجم عن عدة حالات، أبرزها:

  • التضيق بعد جراحة البروستاتا.
  • التضيق نتيجة وجود التهابات مزمنة أو عيوب وظيفية.
  • تصلب عنق المثانة.

ما هي التقنيات المستخدمة في عملية توسيع عنق المثانة وأيها الأقل تدخلًا جراحيًا؟

تُجرى عملية توسيع عنق المثانة بصورة أساسية باستخدام المنظار دون الحاجة لشق جراحي خارجي كما أوضحنا، لكن في بعض الحالات الأقل شدة، قد تُستخدم قسطرة مزودة ببالون صغير يُنفخ داخل عنق المثانة لتوسيعها، أو يلجأ الطبيب للجراحة المفتوحة في الحالات المتقدمة.

ما هي مضاعفات عملية توسيع عنق المثانة المحتملة وكيف يمكن تجنبها؟

مثل أي إجراء جراحي توجد مضاعفات محتملة، أبرزها:

  • النزيف البسيط في البول بعد العملية، وعادة ما يزول تلقائيًا.
  • العدوى في المسالك البولية، ويمكن تجنبها عن طريق وصف المضادات الحيوية قبل أو بعد الإجراء.
  • القذف المرتجع، فقد تؤدي الشقوق إلى اتساع عنق المثانة بحيث يتدفق المني إلى المثانة بدلًا من الخروج عبر الإحليل في أثناء القذف.
  • عودة التضيق وهي المشكلة الأكبر، ويمكن تقليل احتمالية عودتها باستخدام تقنيات جراحية دقيقة والالتزام بتعليمات ما بعد العملية.

كم تستغرق فترة التعافي بعد عملية توسيع عنق المثانة ومتى يتحسن تدفق البول؟

فترة التعافي الأولية قصيرة للغاية إذ يخرج المريض خلال 24 ساعة، ويتحسن تدفق البول بصورة فورية بعد إزالة قسطرة المثانة، ويستطيع المريض العودة للأنشطة الخفيفة خلال أسبوع.

هل يمكن أن يعود تضيق عنق المثانة مرة أخرى بعد العملية الناجحة؟

نعم توجد احتمالية لعودة التضيق بسبب تشكل نسيج ندبي جديد، ويمكن تقليل هذا الخطر من خلال المتابعة الدورية مع الطبيب والالتزام بالتعليمات التي يوصي بها.

 

في النهاية،

عملية توسيع عنق المثانة حل نهائي وفعال لمعضلة التضييق البولي، لا سيما إذا كانت باستخدام تقنيات حديثة مثل المنظار، ومع المتابعة الدقيقة والالتزام بخطة علاج ضيق عنق المثانة الموصوفة من قبل الطبيب، يضمن المريض نجاح العملية والتحسن التام الدائم -بإذن الله-.

كل ما عليك فعله هو اختيار طبيب ماهر ذي خبرة عالية في إجراء مثل تلك العمليات ليكون رفيق رحلة العلاج، وبدورنا نرشح لكم الدكتور أحمد فوده، استشاري جراحة ومناظير الكلى والمسالك البولية وجراحات الضعف الجنسي وأمراض الذكورة والعقم، فهو أفضل من سيساعدك للحصول على نتائج فعالة.





    احجز موعدًا مع الدكتور احمد فودة

    اتصل بنا الآن أو أرسل رسالة وسيصلك الرد في أقرب وقت ممكن